الخميس، 28 أبريل 2011

(حِينَ خَضَعَ مُحَمَّدٌ وَزَارَ مُوسَى فِي بَيْتِهِ)))))

حِينَ خَضَعَ مُحَمَّدٌ وَزَارَ مُوسَى فِي بَيْتِهِ


جَلَسَ مُحَمَّدٌ فِي دَوَّارِهِ الْكَبِيرِ ، مُمَدِّدًا رِجْلَيْهِ الْمُتْعَبَتَيْنِ ، مُتَّكِئًا عَلَى سَاعِدِهِ الأَيْمَنِ ، سَانِدًا رَأْسَهُ الثَّقِيلَ فَوْقَ كَفِّهِ فِي انْتِظَارِ أَنْ يَأْتِيَ الشَّيْخُ مِفْتَاحٌ ، وَبَقِيَّةُ الإِخْوَانِ حَتَّى يَضَعُوا حَدًّا لِمَا يَقُومُ بِهِ مُوسَى فِي الْقَرْيَةِ الْمُجَاوِرَةِ مِنِ اعْتِدَاءَاتٍ وَحْشِيَّةٍ عَلَى الْفَلاحِينَ الْمَسَاكِينِ فِي الْحُقُولِ وَهُمْ يَحْصُدُونَ غِلالَهُمْ ، مُحَاوِلاً سَلْبَ مَا تَبَقَّى لَهُمْ مِنْ فَدَادِينِ الْقَمْحِ الْمُتَاخِمَةِ لِقَرْيَتِهِ ، مُسْتَغِلاً صِلَةَ النَّسَبِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْفُتُوَّةِ الْكَبِيرِ فِي الْبَرِّ الثَّانِي 000
ـ يَا حَضْرَةَ الْعُمْدَةِ 
ـ تَفَضَّلْ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ 
ـ زَادَ اللهُ فِي فَضْلِكَ 000 مَعِي ضُيُوفٌ 000 إِخْوَانُكَ سَعْدٌ وَسَعِيدٌ وَمُسْعَدٌ 000
ـ هُمْ أَهْلُ الْبَيْتِ 000 تَفَضَّلُوا 000
ـ يَا سَاتِرُ 
ـ أَهْلاً وَسَهْلاً بِالشَّيْخِ الْبَرَكَةِ 000 يَا مَرْحَبًا بِالإِخْوَانِ 000
ـ الشَّايُ يَا أَبِي 
ـ شُكْرًا يَا فَاطِمَةُ 
ـ مَا شَاءَ اللهُ كَبُرَتْ فَاطِمَةُ 
ـ بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهَا
000000
000000
000000
يَسُودُ الْوُجُومُ الْبَهْوَ الْوَاسِعَ ، تَقْطَعُهُ مِنْ وَقْتٍ لآخَرَ كَلِمَاتُ التَّرْحِيبِ وَالْمُجَامَلَةِ فِي تَكْرَارٍ يَدْفَعُ إِلَى السَّأَمِ 000
صَامِتِينَ يَنْظُرُونَ نَحْوَ الْجُدْرَانِ الْمُرْتَفِعَةِ ، يُدَقِّقُونَ فِي صُورَةِ وَالِدِهِ الْمُعَلَّقَةِ فِي أَقْصَى الْيَسَارِ 000
ـ يَرْحَمُهُ اللهُ 000 كَانَ قَادِرًا عَلَى التَّأْثِيرِ فِي أَهْلِ الْقَرْيَةِ بِصَوْتِهِ الْحَادِّ الْمُجَلْجِلِ ، وَهَيْبَتِهِ الَّتِي لا تَلِينُ 000
ـ يَرْحَمُهُ اللهُ
ـ أَتَذْكُرُونَ كَيْفَ كَانَ يَرْتَعِشُ مُوسَى حِينَ يَرَاهُ ، مُرْتَعِدَةً فَرَائِصُهُ مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ 000
ـ يَرْحَمُهُ اللهُ
ـ كَانَ آخِرَ الأَنْبِيَاءِ 000 رَجُلاً لا يَجُودُ الزَّمَانُ بِمِثْلِهِ 000 أَلَيْسَ كَذَلِكَ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ ؟
ـ بَلَى بَلَى 000 يَرْحَمُهُ اللهُ 000
ـ وَمَا رَأْيُ حَضْرَةِ الْعُمْدَةِ فِي مَا كَانَ يَصْنَعُهُ الْوَالِدُ غَفَرَ اللهُ لَهُ ؟
ـ وَمَاذَا أَقُولُ ؟ هُوَ وَالِدِي ، وَقَدْ وَرِثْتُ عَنْهُ هَذِهِ الْقَرْيَةَ بِفَدَادِينِهَا الْمُتَرَامِيَةِ ، وَقَدْ جَمَعَهَا بِكَدْحِهِ وَعَرَقِهِ ، وَأُحَاوِلُ الْحِفَاظَ عَلَيْهَا بِكُلِّ السُّبُلِ 000
ـ لَكِنَّهُ بَشَرٌ يُصِيبُ وَيُخْطِئُ يَرْحَمُهُ اللهُ
ـ تَقْصِدُ حِينَمَا تَرَبَّصَ بِهِ مُوسَى فِي الْمَرَّةِ الأَخِيرَةِ ، وَأَحْرَقَ لَهُ أَجْرَانَ الْفُولِ ؟
ـ الأَخْطَاءُ كَثِيرَةٌ ، وَلا نُرِيدُ أَنْ تَغِيبَ عَنَّا حَتَّى لا نَسْقُطَ فِي الْفِخَاخِ الَّتِي سَقَطَ فِيهَا ، وَلِهَذَا جَمَعْتُكُمُ الْيَوْمَ 000
ـ خَيْرٌ إِن شَاءَ اللهُ يَا حَضْرَةَ الْعُمْدَةِ 
000000
000000
000000 
مَفْزُوعًا حَوْلَ الأَبْرَاجِ الْعَالِيَةِ ، لا يَحُطُّ حَمَامُ الْبَيْتِ فَوْقَ أَعْشَاشِهِ ، عَائِدًا مِنْ حُقُولِ الزَّيْتُونِ الْبَعِيدَةِ 000
يَخْشَى تِلْكَ الْحِدَأَةَ الْكَاسِرَةَ الْمُتَرَبِّصَةَ فِي أَعْلَى النَّخْلَةِ ، نَافِضَةً جَنَاحَيْهَا فِي قُوَّةٍ ، تَسْتَعِدُّ لِلَحْظَةِ أَنْ تَنْقَضَّ فَوْقَ السِّرْبِ الْمَذْعُورِ 000
دَاخِلَ حَظِيرَةِ الدَّجَاجِ ، أَسْفَلَ سَلالِمِ الْبَيْتِ الرِّيفِيِّ الْعَرِيقِ ، تَبِيتُ الْحَمَائِمُ ، خَائِفَةً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ الطَّوِيلَةِ 000
يُنْصِتُونَ لِهَدِيلِهَا الْحَزِينِ خَلْفَ الأَبْوَابِ فِي تَرَقُّبِ أَنْ تَهْبِطَ الْحِدَأَةُ خَاطِفَةً كَتْكُوتًا صَغِيرًا يَشْرِدُ خَارِجَ الْحَظِيرَةِ الْمُحْكَمَةِ 000
000000
000000
000000
ـ اسْمَعُوا يَا سَادَةُ ، لَقَدْ قَرَّرْتُ ـ بَعْدَ التَّشَاوُرِ مَعَ رِجَالِ الْقَرْيَةِ الْمُخْلِصِينَ ـ أَنْ أُنْهِيَ عَدَاءَنَا مَعَ مُوسَى حَقْنًا لِلدِّمَاءِ ، وَيَكْفِي مَا سَقَطَ مِنْ شَبَابِنَا فِي الْمَرَّاتِ السَّابِقَةِ 000
وَقَرَّرْتُ مَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ ، فَسَوْفَ أَزُورُهُ فِي دَوَّارِهِ الأُسْبُوعَ الْقَادِمَ 000
ـ كَيْفَ هَذَا يَا حَضْرَةَ الْعُمْدَةِ ؟
ـ أَنَسِيتَ مَا فَعَلَهُ بِنَا ؟
ـ وَقُرَانَا الَّتِي سَلَبَهَا ؟
ـ وَحُقُولَنَا الَّتِي يَتَسَلَّلُ إِلَيْهَا سَارِقًا ثِمَارَهَا فِي كُلِّ مَوْسِمٍ ؟
ـ اسْمَعُوا يَا سَادَةُ ، سَبَقَ السَّيْفُ الْعَذْلَ ، لَقَدْ أَبْلَغْتُ الْفُتُوَّةَ الْكَبِيرَ 000
ـ تَكَلَّمْ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ !!
ـ يَقُولُ تَعَالَى : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } 0
ـ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ ، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَا شَيْخُ !!
وَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ : { فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } 0
وَالْيَوْمَ الْيَدُ الْعُلْيَا لَنَا عَلَيْهِمْ ، فَكَيْفَ نَضْعُفُ وَنَخْضَعُ وَنَزُورُهُ فِي بَيْتِهِ ؟
ـ لَكِنَّ الْفُتُوَّةَ الْكِبِيرَ وَرَاءَهُمْ يَا رَجُلُ ، أَنَسِيتَ ذَلِكَ ؟
ـ يَا حَضْرَةَ الْعُمْدَةِ ، اللهُ تَعَالَى يَقُولُ : { وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } ، وَيَقُولُ : { وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } 0
ـ وَهُوَ الْقَائِلُ يَا رَجُلُ : { وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } ، وَالْقَائِلُ سُبْحَانَهُ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } ، وَالْقَائِلُ عَزَّ وَجَلَّ : { إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً } 0
ـ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ ، لَكِنَّ الْحَقَّ ـ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ وَصِفَاتُهُ ـ يَقُولُ : { سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا } 0 أَلَيْسَ كَذَلِكَ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ ؟ 
ـ اسْكُتْ يَا وَلَدُ يَا جَاهِلُ 000 لا تَتَكَلَّمْ فِي أُمُورِ الدِّينِ ، نَحْنُ أَدْرَى بِهَا مِنْ أَمْثَالِكَ 000
فَاللهُ هُوَ السَّلامُ ، وَهُوَ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ ، وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى 000
وَنَحْنُ مَعَ حَضْرَةِ الْعُمْدَةِ فِيمَا يَذْهَبُ إِلَيْهِ مِنْ رَأْيٍ ، مِصْدَاقًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } 0
ـ لَكِنَّكَ تُطَوِّعُ الْقُرْآنَ ، وَفْقًا لِهَوَى الْعُمْدَةِ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ 000
يا حَضْرَةَ الْعُمْدَةِ لا تُصَالِحْ ، وَلَوْ مَنَحُوكَ الذَّهَبَ 000
ذِكْرَيَاتُ الطُّفُولَةِ بَيْنَ أَخِيكَ وَبَيْنَكَ 000
ـ يَا وَلَدُ يَا قَلِيلَ الأَدَبِ يَا فَاجِرُ ، لَقَدْ تَجَاوَزْتَ أَسْيَادَكَ ، وَنَسِيتَ قَوْلَهُ تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ } 0
ـ أَكْمِلِ الآيَةَ يَا شَيْخُ { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } 0 
ـ يَكْفِي هَذَا ، يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَنْصَرِفُوا !! دَعْهُمْ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ !!
يَخْرُجُونَ مِنَ الدَّوَّارِ الْكَبِيرِ ، مُطَأْطِئِي الرُّؤُوسِ ، فِي انْكِسَارٍ تَجُرُّهُمُ الْهُمُومُ ، وَتَسْحَقُ أَرْوَاحَهُمْ أَوْجَاعُ الْمَخَاضِ الأَخِيرِ 000
000000
000000
000000
عَلَى مَوْعِدٍ يَلْتَقِيَانِ فِي دَوَّارِ مُوسَى ، يُبَارِكُهُمَا الْفُتُوَّةُ الْكِبِيرُ 000
يَبْتَسِمَانِ 000
يَتَعَانَقَانِ 000
ـ أَرَأَيْتَ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ مَا صَنَعَ صَاحِبُكَ حَضْرَةُ الْعُمْدَةِ ؟
ـ لَقَدْ بَاعَنَا لِمُوسَى ، وَاسْتَسْلَمَ لأَطْمَاعِهِ الَّتِي لا تَنْتَهِي مُقَابِلَ الْفُتَاتِ الزَّائِلِ 00
ـ يَا بَلَدُ 000 اتَّقُوا اللهَ فِي الرَّجُلِ الشُّجَاعِ 00 
ـ الشُّجَاعُ يَا شَيْخُ مِفْتَاحُ ؟ 
ـ لَقَدْ قَبَّلَ الْفُتُوَّةُ زَوْجَتَهُ أَمَامَ عَيْنَيْهِ 000
ـ قُبْلَةٌ بَرِيئَةٌ يَا أَخِي 000 تَحَضَّرُوا يَا بَقَرُ !! أَلا تَفْهَمُونَ ؟
000000
000000
000000
فِي الْمَسَاءِ يَأْمُرُ الْفُتُوَّةُ صِبْيَانَهُ أَنْ يَمُدُّوا مُوسَى بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ، لِيَنْهَبَ قَرْيَةَ الْمَلاهِي ، وَالْقُرَى الْمُجَاوِرَةَ ، وَاحِدَةً بَعْدَ الأُخْرَى 000
ـ يَا حَضْرَةَ الْعُمْدَةِ ، هَاجَمَ مُوسَى الْمَلاهِي ، وَاسْتَوْلَى عَلَى مَحْصُولِ الْقَمْحِ ، وَيَسْتَعِدُ لِنَهْبِ الْقُرَى الْمُتَاخِمَةِ 000
ـ وَمَاذَا أَصْنَعُ ؟
ـ هُمْ أَبْنَاءُ عَمِّنَا وَإِخْوَانُنَا ، يَا حَضْرَةَ
الْعُمْدَةِ 000 

ـ هُمْ يَسْتَحِقُّونَ بِفُجُورِهِمْ مَا يَصْنَعُهُ مُوسَى فَيهِمْ 000
ـ كَيْفَ تَقُولُ هَذَا يَا حَضْرَةَ الْعُمْدَةِ ؟
ـ اذْهَبُوا وَتَحَصَّنُوا فِي بُيُوتِكُمْ !!
عَلَى خِزْيِهِمْ يَتَّكِئُونَ ، عَائِدِينَ إِلَى النِّسَاءِ الدَّافِئَاتِ ، كَشُمُوعٍ ذَائِبَةٍ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ بَارِدَةٍ 000000
000000
000000
فِي الصَّبَاحِ ، فِي وَسَطَ الْحُقُولِ ، بَيْنَ الْفَلاحِينَ الْبُسَطَاءِ ، تَجِيءُ طَلَقَاتُ مُسَدَّسٍ مِنْ وَرَاءِ أَشْجَارِ السَّنْطِ الْبَعِيدَةِ 000
يَسْقُطُ مُحَمَّدٌ مُسَرْبَلاً فِي الدِّمَاءِ 000
تَلُفُّهُ صَرَخَاتُ النِّسَاءِ الْبَاكِيَاتِ 000
يُهَرْوِلُ الأَطْفَالُ مَفْزُوعِينَ 000
تَهْدِلُ الْحَمَائِمُ فَوْقَ الأَبْرَاجِ 000
تَرْتَجِفُ الْخُيُولُ خَائِفَةً فَوْقَ الْمُرُوجِ 000
تَهْبِطُ الْحِدَأَةُ خَاطِفَةً الأَرْنَبَ العَّبِيطَ 000
تَتَهَاوَى أَشْجَارُ النَّخِيلِ 000
تَطِيرُ الْيَمَامَاتُ هَارِبَةً وَرَاءَ السَّرَابِ 000
يَدْخُلُ مُوسَى دَوَّارَ مُحَمَّدٍ 000
يُضَاجِعُ النِّسَاءَ 000
تَتَأَبَّى فَاطِمَةُ شَامِخَةً لا تَلِينُ 000
تَبْكِي صَارِخَةً 
يُحِيطُهَا الْفَلاحُونَ الْمُخْلِصُونَ بِالْفُؤُوسِ وَالْمَنَاجِلِ 000
عَلَى جِرَاحِهِمْ يَتَرَاجَعُونَ 000
يَتَقَدَّمُونَ 000
يَنْزِفُونَ فِي صَلابَةٍ 000
يَدْهَشُونَ فِي ذُهُولٍ 
مِمَّا أَصَابَ الْقُرَى حِينَ خَضَعَ مُحَمَّدٌ وَزَارَ مُوسَى فِي بَيْتِهِ 0

0 التعليقات:

إرسال تعليق